هود (١١) الآيات من ٢٥ إلى ٤٩ ، أما سورة نوح (٧١) فهي تذكر بشكل خاص موعظة نوح ، كما تفعل ذلك الآيات من ١٠٥ إلى ١١٥ من سورة الشعراء (٢٦).
ولكن قبل أن ننظر في مجرى الأحداث بالمعنى الحقيقي علينا أن نحدد الطوفان مثلما يخبر به القرآن بالنسبة إلى السياق العام للعقوبات التي أنزلها الله على جماعات أذنبت بشكل خطير بتعديها على وصايا الله.
على حين تتحدث التوراة عن طوفان عالمي لعقاب كل البشرية الكافرة ، يشير القرآن على العكس ، إلى عقوبات عديدة نزلت على جماعات محددة جيداً.
تشير إلى ذلك هذه الآيات : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا * فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا * وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا * وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَٰلِكَ كَثِيرًا * وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا ) (١).
أما سورة الأعراف (٢) فتقدم العقوبات التي نزلت على شعب نوح وعاد وثمود وسدوم ومدين كل على حدة.
وعلى ذلك فالقرآن يقدم كارثة الطوفان باعتبارها عقاباً نزل بشكل خاص على شعب نوح ، وهذا يشكل الفرق الأساسي الأول بين الروايتين.
_______________________
(١) سورة الفرقان : ٢٥ / ٣٥ ـ ٣٩.
(٢) سورة الأعراف : ٧ / ٥٩ ـ ٩٣.