شخصيات الكنيسة ، فالبابا نينوا الرابع عشر ، الذي اشتهر بكونه أكبر حبر في القرن الثامن عشر ، لم يتردد في مباركة توليتر ، لأنه أهداه مسرحيته التراجيدية « محمد أو التعصّب » ! وهي مسرحية هجائية فجة يستطيع أن يكتب مثلها ، في أي موضوع ، أي محترف كتابة سيّء الضمير ، وبالرغم من ذلك فقد لقيت حينما سمح لها بأن تسجّل في قائمة ملفات مسرح الكوميدي فرانسيز. لكن هذه النزعة أخذت تجد ما يقابلها ، ويقلل من نشاطها ، عندما أدرك الكثير من الغربيين حقيقة أن الأديان اليوم لم تعد منطوية على نفسها ، وعندما ظهرت ونشطت فكرة التفاهم بين الأديان ، وتعد أهم مبادرة في تعزيز هذه الظاهرة الأخيرة هي تلك التي صدرت عن أعلى مستويات المناصب الكنسية الرسمية ، حيث اجتهد مسيحيون كاثوليك في إرساء أوامر الصلة مع المسلمين ، ومكافحة عدم الفهم والتعصب غير المبرر ضده ، ومحاولة تصحيح وجهات النظر غير الصحيحة المنتشرة عن الاسلام.
تلك هي الوثيقة الصادرة عن (سكرتارية الفاتيكان لشؤون غير المسيحيين) تحت عنوان : « توجيهات لاقامة حوار بين المسيحيين والمسلمين ».
وقد تضمنت هذه الوثيقة ـ المؤلفة من مئة وخمسين صفحة ـ توجيهات فائقة الأهمية في هذا المضمار ، فلنقرأ شيئاً من نصوصها :
ـ تطالب هذه التوجيهات أولاً : « بمراجعة مواقفنا إزاء الاسلام ، وبنقد أحكامنا المسبقة ».
ـ وترى بروح موضوعية أن المقدمة الجادة
والسليمة لهذه الخطوة لابد