أن تبدأ من النفس : « علينا أن نهتم أولاً بأن نغيّر تدريجياً من عقلية إخواننا المسيحيين ، فذلك يهم قبل كل شيء ».
ـ ويجب إلى جانب ذلك : « التخلي عن الصورة البالية التي ورّثنا الماضي إياها ، أو شوّهتها الفريات والأحكام المسبقة ».
ـ ولاثبات الصدق في هذه المحاولة تؤكد التوجيهات على أنه : « يجب الاعتراف بالمظالم التي ارتكبها الغرب المسيحي في حق المسلمين ».
وتحت عنوان : « أن نتحرر من أكثر أحكامنا المسبقة جسامة » وجه أصحاب هذه الوثيقة الدعوة الآتية إلى المسيحيين.
ـ « هنا علينا أن نتطهر وبعمق من عقلياتنا ، نقول ذلك ونحن نفكر بالذات في بعض الأحكام المجهزة التي كثيراً ما نصدرها باستخفاف على الاسلام ».
ـ « إن المسلمين الذين يؤمنون بابراهيم يعبدون معنا إلهاً واحداً هو الرحيم ، ديان البشر في اليوم الآخر ... ».
وتتناول الوثيقة أحكاماً خاطئة صادرة من الغرب المسيحي على الاسلام :
ـ فـ « جبرية الاسلام ، ذلك الحكم المسبق واسع الانتشار ، تدرسه الوثيقة وتستعين بذكر الآيات من القرآن لتعارضه بمفهوم مسؤولية الانسان الذي سيحكم عليه بما فعل ، وتبيّن خطأ المفهوم القائل بحرفية القواعد الاسلامية ، وتعارضه بالمفهوم القائل بالاخلاص في الايمان ، وذلك يذكر ماظل يجهله الغربيون عن عبارتي القرآن : ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) (١) و ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ
_______________________
(١) سورة البقرة : ٢ / ٢٥٦.