لقد كانت النتيجة الحتمية لذلك هو التناقضات والتعارضات التي قدمنا نماذج منها ، كما ظهر أيضاً أن لتنزيل القرآن وتدوينه تاريخاً يختلف كل الاختلاف عما كان للعهد القديم وللأناجيل ، فكان القرآن فور تنزيله كان النبي والمؤمنون من حوله يتلونه عن ظهر قلب ، وكان الكتبة منهم يدونونه ، ويحتفضون بما دونوه عندهم ، ويجمعونه إلى بعضه باشراف من النبي صلىاللهعليهوآله ويراجعونه عليه. وظل الامر هكذا حتى وفاة النبي صلىاللهعليهوآله.
وهكذا فإن القرآن الكريم لايخلو فقط من متناقضات الرواية ، وهي السمة البارزة في مختلف صياغات العهدين ، بل احتفظ باعجازه في وجوهه المتعددة كما تحدث عنها القرآن نفسه وقت نزوله.
وإضافة إلى هذا فقد امتاز على العهدين بالتوافق التام مع معطيات العلوم الحديثة.
وهو يحتوي أيضاً على مقولات متعددة ذات طابع علمي من المستحيل تصور أن إنساناً في عصر النبي محمد صلىاللهعليهوآله قد استطاع أن يؤلفها. وهكذا سمحت المعارف العلمية الحديثة بفهم بعض الآيات القرآنية التي ليس لها تفسير واضح عند المتقدمين الذين لم تظهر هذه المعارف في أزمنتهم ، ولم يكونوا على إلمام بها.
وتبين أيضاً أن مقارنة العديد من روايات التوراة مع روايات نفس الموضوعات في القرآن تبرز الفروق الاساسية بين دعاوى التوراة غير المقبولة علمياً وبين مقولات القرآن التي تتوافق تماماً مع معطيات العلم الحديث.