وأصبح قابلاً بمعرفته لأن يشرق في قلبه نور العرفان والايمان ، والرغبة في الطاعة ، والاستعفاء من الخطأ.
وهذا يعني أن آدم قد اكتسب حياته الروحية بعد أن أكل من الشجرة كما وعده الشيطان ، ولم يتعرّض لموت الروح ، ناهيك عن موت الجسد ، كما حذره الله ؟!
فليس في هذا التأويل إذن مخرج من ذلك المأزق ، الذي يجعل نص التوراة هذا عرضة للتساؤل والتشكيك بمصدره.
وثمّة تأويل آخر احتجّت به جمعية الهداية في الموضوع نفسه ، فقالت قد يكون المراد من قوله تعالى لآدم إذ أكل من الشجرة : « موتاً تموت » أنه يصير ممن يعرض عليه الموت ، ولا يبقىٰ خالداً.
لكن هذا التأويل هو الآخر تردّه التوراة نفسها ، فقد صرحت في مقدمة هذه القصة بأن آدم لم يخلق للبقاء ، وإن الحراسة أقيمت على شجرة البقاء لكي لا يأكل منها آدم فتدوم حياته ، وأنه من يوم خلق قد غرس التقدير في جسمه بذور الفناء.
فلا يمكن إذن الاعتماد على مثل هذا التأويل ، وعندها لا يمكن الخروج من هذا المأزق ، كما لا يمكن تقديم الصورة المنسجمة لهذه القصة من افادات التوراة.
لكن الرجوع إلى القرآن الكريم هو الذي
يوفر لنا الصورة المنسجمة ، التي ميزت بوضوح بين نصيحة الله تعالى ، وبين خداع إبليس ، ولم تنسب إلى آدم الجهل ، بل قد علمه الله تعالى الشيء الكثير قبل هذا (
وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ