فقال آدم : سمعت صوتك فاختبأت لأني عريان !
فقال الله : من أعلمك انك عريان ؟ هل أكلت من الشجرة ؟! (١)
وبعدئذٍ قال الله تعالىٰ : هوذا آدم صار كواحد منّا !! عارف بالحسن والقبيح ، والآن يمدّ يده فيأخذ من شجرة الحياة أيضاً ، فيأكل ويعيش إلى الأبد !!
فأخرجه الله من الجنة ، وأقام شرقيها لهيب سيف متقلّب لحراسة طريق الشجرة !! (٢)
وهكذا ترتكب التوراة أخطاءً فادحة ، وتقع في سلسلة من التناقضات الصارخة ، فتضفي على الخالق المدبر الذي آمنت به خالقاً أحداً ، صفات هي من صفات المخلوقين ، فهو بحسب الصورة المتقدمة جسم محدد الأبعاد ، يتمشىٰ في الحديقة ! ثم يختفي عنه آدم وحواء ، فلا يراهما ولا يدري أين هما ! ثم لا يعلم أنهما قد أكلا من الشجرة الممنوعة حتى يستنبط ذلك استنباطاً من قول آدم إنه عريان !
ثم انه يخشىٰ أن يأكل آدم من شجرة الخلد ، فيصبح إلهاً يشارك الله في سلطانه ! لا سيما بعد أن أصبح يشارك الاله في معرفة الحسن والقبيح !
وأكثر من ذلك يصور لنا نص التوراة الآنف الذكر أن هناك أكثر من إله عارف بالحسن والقبيح ، حتى يقول الله : « هو ذا آدم صار كواحد منّا » وكأنه يتحدث عن جماعة من الآلهة !
_______________________
(١) سفر التكوين ، الفصل الثالث ـ العدد ٨ ـ ١٢.
(٢) سفر التكوين ، الفصل ٣ ـ العدد ٢ ـ ٢٤.