المسالك التي تريد ، لتنسب إليه كل شرّ يقع بين بني البشر نسبةً مباشرة.
لكن هذا الفاعل للشر ، والذي لا يتخلف فعله ، هو في الوقت نفسه محتاج لكي يطلع على أحوال البشر إلى كل أدوات الاطلاع الطبيعية التي يحتاج إليها الانسان نفسه !
وكأنهم بنسبتهم هذه الأفعال الى الله تعالى وبهذه الطريقة الفجة ، إنما يريدون أن يوفّروا لأنفسهم الرضا والقناعة بأن التشرذم والشتات الذي أصاب بني إسرائيل إنما هو من فعل الله وحده ، وبهذه الأساليب المباشرة ، والتي يكون بعضها نتيجة « حسد » الله تعالى شأنه لعباده على ما يراهم عليه من قوة ومجد وتماسك !!
يقول العهد القديم : إن يعقوب صارعه انسان إلى طلوع الفجر ، ولما رأى أنه لا يقدر على يعقوب ضرب على فخذه فانخلع !
وقال الإنسان ليعقوب : أطلقني !
قال : لا اُطلقك إن لم تباركني !
فقال ليعقوب : لا يدعى اسمك يعقوب ، بل « يسرائيل » أي يجاهد الله ! لأنك جاهدت مع الله ومع الناس وقدرت !!
وسأله يعقوب عن اسمه ، فقال : لماذا تسأل عن اسمي ؟ وباركه هناك ، فدعا يعقوب اسم المكان : « قنئيل » أي وجه الله ! قائلاً : لأني رأيت الله .. ونجيت نفسي !! (١)
_______________________
(١) سفر التكوين ـ الفصل ٣٢ ـ العدد ٢٤ ـ ٣١.