الذي كان يدعي أنه إله المصريين قد استحوذت على عقولهم وقلوبهم ، فلا يستطيعون الافلات منها ، فهم يعيشون أبداً في إيحاءات ديانة المصريين القدامىٰ وتصوراتهم عن الآلهة.
ومع ذلك فقلما أوردوا نصاً في هذا الشأن إلا والاضطراب أو التناقض شاخصان فيه ، ففي أول هذا النص ظهر ملاك الله لموسىٰ بلهبة نار في وسط العليقة ، لكن سرعان ما يكون هذا الذي ظهر في وسط العليقة هو الله نفسه ! ظهوراً قابلاً للرؤية الطبيعية بجسم محدد المعالم ، غير أن موسىٰ غلبه الخوف فغطىٰ وجهه لئلا يراه !
إذا كان موسىٰ عليهالسلام قد تخوّف من النظر إلى الله للمرة الأولىٰ ، فإنه وقومه سيرون الله مجتمعين ، كما تزعم التوراة : « وصعد موسى وهارون وناداب وابيهوا وسبعون من شيوخ بني اسرائيل ، فرأوا إله اسرائيل ، وتحت رجليه شبه صنعة من العقيق الأزرق الشفاف ، وكذات السماء في النقاوة ، لكنه لم يمد يده إلى شراف بني إسرائيل ، فرأوا الله ، وأكلوا وشربوا » (١).
انها لا تعدو كونها خصلة من خصلات المصريين القدامى في محظر الآلهة ! وكل ما صنعته التوراة انه استبدلت الآلهة المصرية بإله صعدوا إليه هذه المرة ، ومنحته صنعة من العقيق تحت رجليه لم يرها المصريون تحت أرجل آلهتهم.
إنها تتحدث عن أحلام بني إسرائيل في رؤية الله وكأنها حقيقة قد وقعت !
_______________________
(١) سفر الخروج ـ الفصل ٢٤ ـ العدد ٩ ـ ١١.