تلك الأحلام التي تحدث عنها القرآن وعن عواقبها ، قال تعالىٰ : ( يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ) (١) !
وأيضاً : ( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ) (٢) أي أنكم رأيتم بأم أعينكم كيف أخذتكم الصاعقة جزاءً على طلبكم الأهوج هذا !
لكن الذي يبدو هنا أن بني إسرائيل وهم يؤرخون لأنفسهم ، لم يكتفوا بتزوير الوقائع ، بل فضّلوا الانتصار لأحلام أسلافهم الهابطة حتى على أصل التوحيد وما يتعلق به من صفات الكمال والجلال.
بعد حديث سفر الخروج عن موسى وفرعون ووعد الله موسى بأن يكون معه ، قالت ما حاصله : إن الله سيأتي بكل عجائبه ويضعها أمام فرعون ! على أن يحضر موسى هذا الموقف ، لكن لماذا موسى إلى مصر بأمر الله ومواعيده التقاه الله ! وطلب أن يقتله !! فأخذت صفورة زوجة موسىٰ صوّانة ، وقطعت غرلة ابنها ، ومست رجل موسىٰ بالدم ، فانفك الله عنه !! (٣)
عجباً عن أي إله تتحدث التوراة ، إن لم يكن واحداً من آلهة المصريين القدامى ؟!
_______________________
(١) سورة النساء : ٤ / ١٥٣.
(٢) سورة البقرة : ٢ / ٥٥.
(٣) سفر الخروج ـ الفصل ٤.