سينزل الله ـ كما تزعم التوراة ـ مرة اخرى إلى أرض مصر ، ليحارب المصريين هذه المرة ، لكنه سوف لا يستطيع أن يميّز بيوت أوليائه عن بيوت أعدائه ، فأمر أولياءه أن يضعوا على أبواب بيوتهم علامات ، فاذا رآها تجاوزها الى بيوت الآخرين ليضربها !
«إن الله أمر بني اسرائيل أن يذبحوا الفصح ، ويلطخوا العتبة العليا والقائمتين من أبوابهم بالدم ، لأن الله يجتاز ليضرب المصريين ، فحين الدم يعبر عن الباب »!! (١)
مع أن التوراة تقرّ بأن الله اختار هارون للنبوة مع أخيه موسىٰ ، قبل حادثة العجل ، وبعدها ، دون أن ينسخها (٢) ، فهي تعرض له صورة مقززة ، حين تنسب إليه صناعة العجل وعبادته ، الأمر الذي ينسبه القرآن إلى السامري.
ففي التوراة : إن بني إسرائيل قالوا لهارون : اجعل لنا آلهة يسيرون أمامنا ! فقال لهم : انزعوا أقراط الذهب التي في آذان نسائكم وأطفالكم وآتوني بها ، فأتوا بها إلى هارون ، فأخذ ذلك وصيره عجلاً مسبوكاً ، فقالوا : هذه آلهتك يا إسرائيل !
فلما نظر هارون بنىٰ مذبحاً أمام العجل ، ونادىٰ هارون : غداً حجّ للرب ،
_______________________
(١) سفر الخروج ـ الفصل ١٢.
(٢) سفر اللاويين ـ الفصل ١١ و ١٤ ، سفر العدد ـ الفصل ٢ و ٤ و ١٩.