فاصعدوا في الغد على المذبح وقدموا ذبائح سلامة ! (١)
ومع أن العهد القديم لا يتورّع في نسبة الشرك الى سليمان أيضاً ، حين أمال قلبه النساء المشركات ـ بزعمها ـ فذهب وراء « عشتاروت » إلهة الصيدونيين ، و « ملكوم » إله العمونيين و « كموش » صنم الموابيين ! (٢)
غير أن القرآن الكريم لا يعرف نبياً يشرك بالله شيئاً ! وكيف يكون داعية إلى التوحيد من ينقض التوحيد بنفسه ويقرّ الشرك ويمارسه !!
وهل انقطع البشر ليختار الله من المشركين أنبياء له ؟!
ان الصور التي يعرضها القرآن للأنبياء هي صور الأنبياء التي لا يداخلها ريب على الاطلاق.
وفي قصة هارون نموذج التمييز بين صورة النبي في القرآن ، ونظيرتها في التوراة.
ان القرآن يبرّئ هارون من كل ذلك ، فهو الذي خاطب قومه حين عبدوا العجل بكل ألم : ( وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَٰنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي ) (٣). فأبوا عليه وتمردوا ، وقالوا : ( لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّىٰ يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَىٰ ) (٤) فلما عاد موسىٰ شكا إليه هارون : ( قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي ) (٥).
_______________________
(١) سفر الخروج ـ الفصل ٣٢.
(٢) سفر الأيام الأول ـ الفصل ٢٨ ـ العدد ٦.
(٣) سورة طه : ٢٠ / ٩٠.
(٤) سورة طه : ٢٠ / ٩١.
(٥) سورة الأعراف : ٧ / ١٥٠.