فأين هذه الصورة من تلك ؟!
والقرآن حين يبرّئ هارون عليهالسلام من هذا الدور ، ينسبه في الوقت نفسه الى السامري (١) ، الذي هو أحد أفراد بني اسرائيل الذين كانوا في صحبة موسىٰ وهارون.
عندئذٍ جاء شراح العهد القديم لينكروا وجود السامري آنذاك ، ظناً منهم أنه المنسوب الى مدينة السامرة التي لم تقام إلّا بعد عهد موسىٰ بزمن طويل (٢).
غافلين عن أن هذه النسبة موجودة عندهم في التوراة مع مواضع عديدة بلفظ « الشمروني » نسبة الى شمرون بن يساكر بن يعقوب ، وقد كان الشمرونيون مع موسىٰ عليهالسلام (٣).
في العهد القديم تناقض واضح في تسمية الذبيح من ولد إبراهيم الخليل ، أهو اسحاق ، أم إسماعيل ؟
تقول التوراة ان الله خاطب إبراهيم في حين أمره بذبح ابنه ، فقال :
« ابنك ، وحيدك » يكررها ثلاث مرات ، ثم تسميه بعد ذلك فتقول : « اسحاق ».
لكن التوراة نفسها تعترف بان إسحاق لم يكن وحيد ابراهيم يوماً ما ،
_______________________
(١) سورة طه : ٢٠ / ٨٥ ، ٨٧ ، ٩٥.
(٢) جمعية كتاب الهداية ١ : ٣٧.
(٣) سفر العدد ـ الفصل ٢٦ ـ العدد ٢٣.