فلقد ولد له اسماعيل قبل اسحاق بخمسة عشر سنة (١) ، وهذا يعني أن إسماعيل هو الذي كان وحيد إبراهيم على مدىٰ خمسة عشر سنة ، فإذا كان النداء في تعريف الذبيح بـ « ابنك ، وحيدك » فهو إنما يريد إسماعيل ، دون شبهة ، وقبل أن يولد إسحاق.
ويؤيد هذا أن المروي عن أهل البيت عليهمالسلام هو كون الذبيح إسماعيل لا إسحاق عليهماالسلام (٢).
صورة بشعة تقدم التوراة عن لوط عليهالسلام ، لا ترتضىٰ لذي عقل من سائر البشر ، ناهيك عن كونه نبياً تعرف التوراة نبوّته.
ففي العهد القديم أن الله تعالى لما قلب سدوم ـ بلد قوم لوط ـ وأنجىٰ لوطاً ، كان معه ابنتاه ، فسكن معهما في مغارة الجبل ، فتشاورت ابنتاه واتفقتا على أن تسقياه خمراً ثم يضطجعا معه ! فسقتاه خمراً ذات ليلة ، واضطجعت معه الكبيرة ، فواقعها وهو لا يعلم ! وسقتاه في الليلة الثانية واضطجعت معه الصغيرة فواقعها وهو لا يعلم ! فحبلت البنتان من أبيهما ، وولدتا !! (٣)
لا يرتاب أحد في أن هذه القصة إنما هي من نسيج خيال رجل مصاب بالشذوذ أو الكبت الجنسي المفرط ! وإلّا فكيف يتم مثل هذا في الواقع ؟ ناهيك عن كونه حديث عن نبي اصطفاه الله للهداية والتزكية !
_______________________
(١) سفر التكوين ـ الفصل ١٦ ـ العدد ٧ ـ ١٤ والفصل ٢٢.
(٢) راجع البرهان في تفسير القرآن / البحراني ٤ : ٦١٨ في تفسير الآيات : ١٠٠ ـ ١١٣ من سورة الصافات وتفسير الميزان / الطباطبائي ٧ : ٢٣٢ ـ ٢٣٤ في تفسير الآيات : ٧٤ ـ ٨٢ من سورة الأنعام.
(٣) سفر التكوين ـ الفصل ١٩.