فقال لولده عيسو : « اذهب ، وصد صيداً ، واصنع لي منه أطعمة ، كما اُحبّ ، حتى تباركك نفسي قبل أن أموت » وكان يعقوب يسمع ، فانطلق قبل عيسو وأخذ جديين من المعز ، وصنع منهما أطعمة ، ولبس ثياب عيسو ، وزوّر نعومة يديه وعنقه بأن جعل عليه جلد جدي لكي يكون مشعراً كعيسو ! وقال لأبيه إسحاق : أنا عيسو ، فعلت كما كلّمتني ، كل من صيدي !
فقال اسحاق ـ الذي يبدو أنه ارتاب قليلاً ربما لاختلاف نبرة الصوت ـ :
هل أنت ابني عيسو ؟
قال يعقوب : أنا هو !
فأكل اسحاق من الصيد ، وشرب خمراً ! ثم بارك يعقوب !
فجاء عيسو بصيده الى أبيه يطلب البركة التي وعده بها ، فلما عرف اسحاق المكر من يعقوب ، ارتعد ارتعاداً عظيماً ، وقال : من هو الذي باركته ، ويكون مباركاً ؟!
فصرخ عيسو ، وقال لأبيه : باركني أنا أيضاً !
فقال اسحاق : « جاء أخوك بمكر وأخذ بركتك » !
فقال عيسو : أما بقيت لي بركة ؟
قال اسحاق : « إني جعلته سيداً لك ، ودفعت إليه جميع اخوته عبيداً ، وعضدته بحنطة وخمر ، فماذا أصنع إليك يابنيّ » ؟! (١)
فهل تنتقل بركة النبوة بهذه الطريقة ؟
فمع فرض وقوع النبي بالخديعة ، وإهدائه ميراث النبوّة للذي مكر به
_______________________
(١) سفر التكوين ـ الفصل ٢٧ ـ العدد ١ ـ ٤٠.