وخدعه ، فهل سينقل ميراث النبوة للماكر الخادع ، دون أن يكون لله تعالى أي دور يذكر في اختيار نبيه ؟
هذا إذا ما افترضنا صحة ما تدعيه التوراة التي بين أيدينا من أن انتقال ميراث النبوة كان متوقفاً على أكلة شهية ترضي النبي ، يعقبها شربة من خمر تطلق أشجانه !!
لكأن ناسج هذه الأسطورة أراد لبني إسرائيل أن يتعلموا أن المكر والخديعة هي طريق الفوز ، وليس ثمّة صلاح ولا تقوىٰ ولا صدق ولا اخلاص.
يبدو أن من مهندسي التحريف في التوراة رجالاً اصيبوا بالشذوذ الجنسي الحاد ، فأسقطوا هواجسهم ونزعاتهم على بيوت الأنبياء بكل صلافة ، فلم تكن قصة لوط وابنتيه هي الانموذج الوحيد لهذا الاسقاط ، بل سيتابع هذا العامل انعكاساته في الكثير من بيوت الأنبياء !!
وابتداءً من أولاد يعقوب ، سيمارس يهوذا الزنا مع كنته ، زوجة ابنه البكر ، ويتخذها صاحبة سر أمداً طويلاً ، حتى تلد منه ولدين ، هما فارض ، وذارح ! (١)
وفارض هذا هو جدّ الأنبياء اللاحقين : داود ، وسليمان ، وعيسىٰ عليهمالسلام !
ومع أن التوراة تقول : « لا يدخل ابن الزنا في جماعة الرب حتى الجيل العاشر » (١).
فقد دخل داود هذه الجماعة وهو الابن العاشر لفارض.
وسوف ينتقل هذا الداء ـ بحسب هذه الأساطير ـ الى بيت داود ، ويفتك
_______________________
(١) سفر التكوين ـ الفصل ٣٢.
(٢) سفر التثنية ـ الفصل ٢٣ ـ العدد ١٠.