بأهل هذا البيت أي فتك !!
فسيرتكب « أمنون » ابن داود الأكبر فضيحة الزنا ، وعلى مدى غير قصير ، مع اخته « ثامار » ! ويكون الوسيط بينهما ابن عمّهما « يوناداب » ابن أخي داود !
وسيعلم داود بهذا الأمر ، لكنه لا يعاقب ولديه بحدود الشريعة ، لأنه يحبهما ، « ولم يُحزن داود روح أمنون ابنه ، لأنه أحبه ولأنه بكره » !
فلما ثار ولده الآخر « ابشالوم » شقيق ثامار ، فقتل أمنون « بكىٰ داود بكاءً عظيماً ، وناح عليه كلّ الأيام ».
لكن التوراة سوف تعطف على ابشالوم الذي ثار لشقيقته ، فهو لم يثأر تديناً وعفّة ، لأنه قد مارس مثل فاحشة أخيه !! « ان ابشالوم ابن داود زنا بسراري أبيه ونسائه على السطح بمنظر بني إسرائيل » وحتى هذا لم يغضب نبي الله داود ، إذ « لما مات بكىٰ عليه داود كثيراً بصراخ ، قائلاً : من يجعل موتي أنا عوضاً عنك يا ابشالوم ! ابني يا ابني » ! (١)
بل سيصل الأمر عند صموئيل الى داود النبي عليهالسلام نفسه ، إذ سيعشق زوجة واحد من قواد جيشه « اوريا » وينصب له مكيدة ، فيدفعه في حرب غير متكافئة حتى يقتل ، فيأتي داود امرأته على الفور ، وتحمل منه من الزنا !! (١)
فأي شذوذ هذا الذي كان يسوق ناسج هذه الخيالات الخبيثة ، ليصنع أمة لا يوقفها عن الخيانة شيء.
ولم يتعود قراء التوراة الوقوف على ما فيها من تناقضات فاحشة ، فلم
_______________________
(١) كتاب صموئيل ـ السفر الثاني ـ الفصل ١٣ و ١٦ و ١٨ ، النسخة السبعينية.
(٢) كتاب صموئيل ـ السفر الثاني ـ الفصل ١١.