تثير العديد من التساؤلات ، وتطيل أكثر وأكثر في ذكر تفاصيل أخبار بني اسرائيل ، فهي لا تذكر شيئاً عن قصة ابراهيم مع النمرود في بابل ، ولم تشر ولو اشارة الى حادثة النار التي أضرمها له النمرود ، بل ابتدأت اخبار ابراهيم من أرض حران وهي مهاجره من بابل. مع أن كتباً يهودية أخرىٰ تذكر هذه الحادثة على نحو ما ذكرها القرآن.
ومن المناسب ذكره أن لهذه الحادثة آثاراً تاريخية قديمة تدل عليها ، ففي نواحي بابل توجد مدينة « بورسيبا » ، وتسمى « الله وبرس » وهي قديمة جداً ، إذ يعرف من كتابة بختنصّر [ القرن السادس قبل الميلاد ] والتي كشفت سنة ١٨٤٥م في أخربة « بورسيبا » أن باني هذه المدينة هو أول الملوك ، وبينه وبين بختنصّر اثنين وأربعين زمناً ، أي ملكاً ، والى الآن في بورسيبا آثار قديمة جداً تعرف باسم إبراهيم الخليل عليهالسلام ، وقبة في الموضع الذي يذكر أن نمرود طرح فيه ابراهيم في النار ، على تلّ كبير أسود رمادي.
وفي الوقت الذي تغرق فيه التوراة في إيراد المواعظ والترهيب والترغيب والبشرىٰ والتخويف ، فهي لم تذكر يوم المعاد ، وحشر العباد للجزاء ، ولا ذكرت ثواب الآخرة وعقابها ، فهل يخلو وحي إلهي من ذكر يوم القيامة ومشاهده الكبرىٰ ؟ إنه أمر غريب ، يثير التساؤل الجاد حول مدىٰ احتفاظ هذه التوراة بأصول الرسالة الموسوية ، ناهيك عن سائر نصوصها.
قد يكون من اليسير جداً اثبات وقوع
التحريف الكثير والكثير جداً في التوراة ، والذي أحدث معاني خطيرة وخطيرة جداً ، عن طريق الاحتكام إلى