العقل وحده الذي لا يرتضي نسبة مثلها الى شريعة سماوية ، والى وحي إلهي توحيدي ، ولعل في كل واحد من النصوص التي تم عرضها آنفاً دليلاً على وقوع التحريف ، والوضع الكثير في التوراة ، وشاهداً عليه.
علماً أن هذه النصوص المنقولة آنفاً هي من النصوص الثابتة في أهم الأصول العبرانية للتوراة ، ابتداءً بالأصل العبراني الخطي المجرد عن الحواشي والمقدس عند اليهود بمراقبة أحبارهم ، ثم الأصل العبراني الخطي المزين بالحواشي والمتداول عند اليهود وأحبارهم ، والتراجم الكثيرة باللغات المتعددة المطبوعة والمنتشرة بين سائر يهود العالم وغيرهم.
فهي اذن نصوص من أُصول التوراة التي يتفق عليها اليهود ، فما يأتي عليها يأتي على التوراة نفسها.
والعقل الموضوعي قد رفض قبول تلك النصوص كلها :
فإذا كانت التوراة وهي الإله الواحد ، فأيّ إله يرتضي الحديث عن شركاء له في الالوهية ، وهو يدعي الوحدانية ؟!
وكيف يتكلم الإله عن خوفه من مخلوقه الآدمي ، وابتكاره فنون الحيل ليحول دون بلوغ آدم إلى أسرار القوة خشية أن يصبح إلهاً مثله ؟!
أي إله ينزل إلى الأرض ليصارع أنبياءه ، أو ليزرع الفتن في الأمم التي أخذت طريقها إلى النهوض والرقي ، خوفاً من قوتها ، ثم يتحدث عن ذلك في وحيه ؟!
ثم أي انبياء يختار الله لتبليغ رسالته
التي تهدف الى اصلاح الأمم وهدايتها الى سبل الفوز بمجد الدنيا ونعيم الآخرة ؟ أي أنبياء هؤلاء الذين يقعون في أحطّ الرذائل وأخس الفواحش !! ثم يتحدث عنهم الاله في وحيه