كأنبياء له وأمناء على وحيه ورسالته ؟ فهل عجز عن اختيار أنبياء صالحين ؟
محال أن يكون هذا أو شيء منه من صنع إله حق ومن حديث الله ربّ العالمين ومن تبليغ الأنبياء ورسالاتهم.
إنه من اليسير جداً الاكتفاء بهذا لتعليل قناعة كافية ، قائمة على منطق علمي ، بكثرة الوضع والتحريف في التوراة.
غير أنه ثمّة طرق اُخرىٰ لاثبات ذلك ، دون التوقف عند الاحكام العقلية وحدها ، التي قد يجادل بها معتنقو تلك المقولات لركونهم الموروث والمتلقىٰ إليها.
من هنا فإن البحث العلمي يستدعي الوقوف عند أدلة اخرىٰ ، موضوعية ، لا تدخل دائرة النزاع العقلي المجرد ، بقدر ما تكشف عن وقائع ثابتة ، وتجلي أرقاماً حقيقية ، لا مفرّ من دلالاتها وشهاداتها ..
وليس هنا أهم من بحث الواقع التاريخي للتوراة مع ما يتضمنه من أرقام وشهادات ، نقدمه في فقرتين :
الفقرة الأولىٰ : الامكان التاريخي للتحريف
الواقع التاريخي لبني إسرائيل ـ كما ترسمه كتب العهد القديم ـ يكشف عن حقائق خطيرة تمسّ التوراة ، وتجعل وقوع التحريف والوضع فيها ليس أمراً ممكناً وحسب ، بل هو الأمر الراجح ، بل المؤكد.. وهذه صورة مختصرة عن مفاصل تاريخية مهمة ذات صلة وثيقة بقصة التوراة.
إن بني إسرائيل خرجوا من مصر إلى برية
سيناء وآيات الله ودلائل رسالة موسىٰ تتوالىٰ عليه ليلاً ونهاراً ، وقد تكرر عليهم الأمر بالتوحيد
والنهي عن الشرك وعبادة الأوثان ، ومع ذلك صنعوا العجل الذهبي وقالوا : «هذه آلهتك