يثبت خبراء التاريخ المتخصصون بدراسة العهد القديم أنه في حدود القرن العاشر قبل الميلاد تم تحرير النص المعروف بالرواية « اليهوية » التي شكلت في ما بعد بنية الأسفار الخمسة التي عرفت باسم أسفار موسى الخمسة.
وسمي هذا النص بالرواية اليهوية لأن اسم الله فيه هو « يهوه ».
ثم اضيفت الى هذا النص بعد ذلك الرواية الأخرىٰ للتوراة المعروفة بالهيمية ( لأن اسم الله فيها هو « ألهيم » ).
ثم جاءت الرواية الثالثة المعروفة بالكهنوتية ، والتي كتبها الكتبة الذين كتبوا كتاب حزقيال بعد موته ، وهي رواية خاصة بسفر التكوين ، أول اسفار التوراة الخمسة.
ويضيف بحاثة آخرون نصاً ثالثاً لسفر التثنية أيضاً ، وبهذا اذن يمتد تحرير نص أسفار موسى الخمسة على ثلاثة قرون بأقل تقدير. (١)
ثم تم بعد ذلك تأليف التوراة من التوفيق بين النصوص الثلاثة ، لكن التوفيق الذي حمل الكثير من الاضطراب ، وركز أصل الشبهة في نسبة هذا النص إلى موسى عليهالسلام.
وقد نظم موريس بوكاي جدولاً مفصلاً لهذا التلفيق في الاصحاحات الأحد عشر الأولى من سفر التكوين ، أول أسفار التوراة ، نذكر منه أمثلة قليلة فقط ، فهو يقول :
« على سبيل المثال ، في ما يخص الخلق والطوفان والفترة التي تمتد من الطوفان وحتى ابراهيم ، وهي الفصول التي تحتل الأحد عشر فصلاً الأولى من سفر التكوين ، نرىٰ في رواية التوراة جزءاً من النص اليهوي ، يتبعه جزء من النصّ الكهنوتي ، وليس النص الإلهيمي حاضراً هنا ، ويظهر بجلاء تام هنا
_______________________
(١) موريس بوكاي / مصدر سابق : ٢٦ ـ ٢٧ ، ٣٢.