تداخل وتعقد الاسهامات اليهوية والكهنوتية. أما في ما يتعلق بالخلق وحتى نوح (أي الفصول الأولى) فانتظامها بسيط : فقرة يهوية ، تعقب فقرة كهنوتية ، وهكذا من البداية حتى نهاية الرواية.
اما ما يتعلق بالطوفان ، وخاصة الفصلين السابع والثامن فإن تقسيم النص حسب مصادره يعزل فقرات قصيرة جداً قد تصل الى جملة واحدة ، في أكثر قليلاً من مئة سطر من النص الفرنسي ننتقل سبع عشرة مرة من مصدر لآخر. ومن هنا كانت تلك المتناقضات والأمور غير المعقولة التي تدرك عند قراءة هذا النص اليوم ». (١)
يقول بوكاي : ظلت اليهودية والمسيحية لقرون طويلة تعتبر أن موسىٰ نفسه هو كاتب التوراة ، أما اليوم فقد هجر هذا الفرض تماماً ، والكل يتفق على تلك النقطة ، ويتسلح بأدلة قاطعة ، ففي القرن السادس عشر أشار كارلتشاد الى استحالة أن يكون موسىٰ قد كتب بنفسه كيف مات ! (٢)
وَيَذْكُر بعد ذلك نقاداً آخرين يرفضون اُبوّة موسىٰ على الأقل لجزء من الأسفار الخمسة ، ويذكر على وجه الخصوص دراسة ريشارسيمون « التاريخ النقدي للعهد القديم » وفيها يؤكد سيمون على الصعوبات الخاصة بتسلسل الأحداث ، والتكرارات ، وفوضىٰ الروايات ، وفوارق الأسلوب في أسفار موسىٰ الخمسة. (٣)
_______________________
(١) موريس بوكاي / مصدر سابق : ٣٤ ـ ٣٦.
(٢) سفر التثنية ـ الاصحاح ٣٤ ـ الآيات ٥ ـ ١٢.
(٣) موريس بوكاي / مصدر سابق : ٢٩ ، ٣٠ ، ٣١.