وإنجيل مرقص الذي هو أقدم هذه الاناجيل هو أيضا أقصرها ، ولكنه ليس كتاب أحد الحواريين ، بل هو على الأكثر كتاب حرره تلميذ لأحد الحواريين (١). يؤكد هذا أنه على الرغم من الاعتراف به كانجيل كنسي ، إلّا أن محققي المسيحية المحدثين يعدون خاتمته (الاصحاح ١٦ ، الآيات ٩ ـ ٢٠) كمؤلف مضاف ، وتشير الترجمة المسكونية إلى هذا بشكل صريح (٢).
أما إنجيل متّىٰ فيحتل المكانة الاولى من بين الاناجيل الاربعة في نظام ترتيب أسفار العهد الجديد ، إذ جاء هذا الانجيل وكأنه امتداد للعهد القديم بشكل ما ، يقول المعلقون على الترجمة المسكونية : إن هذا الانجيل كتاب يثبت أن المسيح يكمل تاريخ بني إسرائيل ، ولكي يحقق متّىٰ هذا الغرض فإنّه يستشهد دائماً بفقرات من العهد القديم تشير إلى أن المسيح يتصرف كالمسيح الذي ينتظره اليهود (٣).
يقول بوكاي : لنقل صراحة أنه لم يعد مقبولاً اليوم القول إنه أحد حواريي المسيح بالرغم من أنه يعرّف بأنه «كان عشاراً أو جابياً بكفر ناحوم عندما دعاه المسيح ليجعل منه أحد تلامذته ». وذلك ما كان يعتقده آباء الكنيسة. ولكن لم يعد أحد يعتقد هذا في عصرنا. هناك نقطة لاجدال فيها وهي أن هذا الكتاب يهودي ، فمفردات كتابه فلسطينية ، اما التحرير فيوناني. ويقول
_______________________
(١) موريس بوكاي / المصدر نفسه : ٨٦.
(٢) موريس بوكاي : ٨٩.
(٣) موريس بوكاي : ٨٢.