كلمة المركز
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين ، وبعد ...
يعني علم مقارنة الأديان بدراسة نقاط الاتفاق والافتراق ، التشابه والاختلاف ، بين مضامين الأديان السماوية وتعاليمها ،ودراسة الواقع التاريخي والاجتماعي كل منها وما قد يكون أضفاه عليها من خصوصيات ، ربما يكون من أبرزها لغة الديانة وأسلوبها في الخطاب ومدى اتساع وشمول أحكامها التشريعية.
وليس من شك في أن الديانات السماوية تلتقي في أحكامها وجوهرها في وحدانية مصدرها الاصل ، فهي رسالات إلهية ، موحاة بواسطة الوحي ، إلى نبي اختاره الله تعالى في زمانه وبيئته ، وقد يكون مبعوثاً إلى الناس عامّة منذ زمنه وحتى مجيء رسالة عامة لاحقة ، وبهذا تمتاز رسالة الاسلام بكونها خامتة الرسالات السماوية إلى البشر.
وكما يمكن أن تأتي الدراسلات المقارنة شمالة لكل ما
تضمنته الأديان من أحكام تشريعية وآداب إجتماعية ، فانها يمكن أن تكون مقصوة على الخطوط العريضة والمعالم الاساسية التي ميزت كل واحدة من الديانات من خلال الرجوع إلى الكتاب الأصلي لكل منها. وتمتاز الديانات السماوية الثلاث الكبرى ـ الاسلام والمسيحية واليهودية ـ باحتفاظها بالكتب الاصلية التي تدين بها ، وتدعي نسبتها إلى
الوحي الإلهي ، وهي القرآن والإنجيل والتوراة. فإذا كانت هناك فوارق جوهرية ظاهرة في بعض ما تضمنته هذه الكتب من المعالم الاساسية للديانة ، أو القضايا التي تدعم انتسابها إلى الوحي ، فإن المقارنة العامة ستختص بهذه النواحي ، دون الدخول