الوكلاء في القدس ، وقد زود بالوثائق الضرورية ليتوسع في « التطهير » إلى المدن المجاورة.
وبعد ما يقارب الخمس سنوات من صعود عيسىٰ إلى السماء كان هذا الشاب المتحمس ذوالخمسة والعشرون عاما في طريقه إلى دمشق ليختطف مجموعة من النصارى ويعود بهم إلى القدس. وفي هذا الاثناء حصلت له رؤيا أدعى أنّ عيسىٰ ظهر وسأل شاؤول لماذا هو مصرّ على اضطهاده ؟
لقد غير شاؤول اسمه إلى بولص ، وساح في الصحاري العربية حتى يتمكن من التفكير حول كيفية المسلك الذي سيسلكه ليُنفّذ مااعتقد بأنه أمر من عيسى ليخرج إلى الناس ويبشّر.
وبالضبط ماذا كان عليه أن يعمل شكّل مسألة عويصة له ، لأنّ اليهود رفضوا عيسىٰ ورسالته. ولهذا فإن بولص اعتقد بأنه لايملك فرصة أكثر من المسيح لكسب اليهود. ولذا صمّم على ترك اليهود واستهداف الأميّين (غير اليهود) بدلاً عنهم. وحتى يستطيع أن يفعل ذلك فإن تحليلاً فكرياً خلّاقاً من جانبه كان ضرورياً بالتأكيد (١).
إن الرومان والاغريق الذين كانوا يألفون السكان غير اليهود في العالم الذي عاش فيه بولص كانوا وثنيّن يعبدون وفرة وافرة من الآلهة والآلهات ، وإن معابد وتماثيل آلهتهم هذه كانت منتشرة في كل مكان. وكان القانون الروماني يحتّم على الناس ، باستثناء اليهود ، أن يقدّموا الولاء للآلهة.
وكان بولص يعرف أن أناساً لهم هكذا عقائد وثنية عميقة سوف لن يقبلوا
_______________________
(١) بربارا بروان / نظرة عن قرب في المسيحية : ١٩ ـ ٢٠.