« ليس موثوقاً به ».
ففي مرقص (١٦ ، ١٩) فإنّ المسيح « قد رفع إلى السماء ، وجلس على يمين الله » أما لوقا الذي يذكر حدث الصعود ففيه (٢٤ ، ٥١) : « انفصل المسيح عنهم وحمل إلى السماء » ويحدد ذلك بيوم قيامة المسيح ، التي ظهر بعدها بحسب بعض الأناجيل كما سيأتي (١).
٤ ـ ومن أمثلة « التعاليم الغريبة » فإنّنا إذا نظرنا إلى العقيدة المسيحية في الغفران ، نجده يرتكز على مبدأ أنّ عيسىٰ هو كائن كامل من جميع الوجوده.
ويعجب المرء في ضوء ذلك ، كيف يبرِّر المسيحيون الإشارات في الأناجيل إلى أنّ عيسىٰ ليس شخصاً يتمتّع بالكمال تماماً ، فعلىٰ سبيل المثال :
أ ـ في إنجيل متّىٰ ١٦ : ٢٣ فإنّ عيسىٰ يُسمّي بطرس « الشيطان » و « مصيدة خطرة » عندما يحاول بطرس أن يُحامي عنه.
ب ـ في إنجيل مرقص ١١ ، يلعن عيسىٰ شجرة التين لأنّها ببساطة لم تكن تحمل أثماراً في غير موسمها ، وكان جائعا عندما عثر عليها.
ج ـ في إنجيل يوحنّا ٢ : ١ ـ ٤ يبدو عيسىٰ قليل الاحترام بوضوح عندما يتعامل مع والدته.
وفي متّىٰ ٢٨ : ١٩ يأمر عيسىٰ حواريّيه أن يذهبوا ويعمّدوا باسم « الأب والابن وروح القدس ». وللبرهان على أنّ هذه الكلمات الأربع هي من إضافات الكنيسة المتأخرة إلى نص كلام عيسىٰ من الممكن إيجاده من قراءة رسائل بولص أنّه يقول في هذه الرسائل : إنّ التعميد في أيّام الكنيسة الاُولى
_______________________
(١) بربارا براون : ٦٣ ، موريس بوكاي : ١٢٩.