يخلص المحققون المسيحيون المحدثون إلى أنّ مؤلفي الأناجيل أنفسهم لايزالون محل تساؤل. ورغم عدم تأكدهم حول مَن هم المؤلفون الحقيقيّون فإنّ المختصين في الكتاب المقدّس يتّفقون على أنّ متّىٰ ومرقص لم يكونا مؤلّفي الإنجيلين اللّذين يحملان اسميهما.
أمّا إنجيل لوقا فيعتقد أنه كتبه صديق لبولص من الاُميين (غير اليهود) لم تتح له حتّى فرصة الالتقاء بعيسىٰ ، وإنّ الجزء الأوّل من كتابه حول المسيحية المبكرة هو الذي يحتوي أيضاً على كتاب « الأعمال ».
وبينما يقول العديد من المسيحيين إنّ إنجيل يوحنّا كتب من قبل أحد حواريي عيسىٰ الذي له هذا الاسم ، فإنَّ المختصّين في الكتاب المقدّس يتساءلون الآن وفي ضوء الحقيقة المعروفة من أنّ يوحنّا كتب إنجيله حوالي عام ١٠٠ ميلادية ، وأنّ يوحنّا الحواري كان قد استشهد في عام ٧٠ بعد الميلاد ، أي قبل أكثر من ٣٠ عاماً من كتابة هذا الإنجيل.
إنّ قبول نظريّة أنّ أشخاصاً غير حواريي عيسىٰ كتبوا الأناجيل الأربعة يحتّم قبول الاحتمال بأنّ هؤلاء المؤلفين لم يكونوا شهود عيان ولا سامعين لعديد من الأحداث التي كتبوا عنها.
وحتّى إذا رغب المرء أن يتعلّق بفكرة
أنّ حواريي عيسىٰ كانت لهم يد في كتابة الأناجيل ، فإنّنا نعرف أنّهم لم يكونوا شهوداً على الأحداث التي جرت بعد أن أخذ عيسىٰ من قبل الجنود من حديقة « الجثمانية » ، لأننا نقرأ : « ثُمّ تركهُ الحواريون وهربوا ... » في كلّ من إنجيل متّىٰ ٢٦ : ٥٦ وفي
إنجيل