مرقص ١٤ : ٥٠.
وباختصار فإنّ كثيراً ممّا نجد في الأناجيل مرتكز على القيل والسماع ، وليست هي كتابات رجال شهدوا تلك الأحداث.
ونقطة اُخرى يجب أخذها بعين الاعتبار بخصوص الأناجيل ، هي أنه لم يكتب ولا واحد منها في حياة عيسىٰ ، لأنه لم يُحتفظ بأي سجل عن فعّالياته خلال حياته. وفي الحقيقة فقد مرّت ٤٠ سنة تقريباً بين الوقت الذي غادر فيه عيسىٰ الأرض وبين ظهور أوّل إنجيل.
وعندما صدر إنجيل متّىٰ في النهاية ، فإنّ بولص كان قد مضى على وعظه ودعوته ما يقارب العشرين عاماً. لقد كتب رسالته إلى الرومان ، وفيها وضع كل معتقداته في المسيحية. وفي هذا الضوء نستطيع أن نرى أنّ تعاليم بولص قد أثّرت بلاشك على كاتبي الأناجيل إلى درجة كبيرة.
إنّ الأناجيل كتبت بأجمعها مابين ٧٠ ميلادية و ١٠٠ ميلادية ، وقد جاء مرقص أولاً ثمّ تلاه متّىٰ ثمّ لوقا ثمّ يوحنّا.
إنّ الأناجيل الثلاثة الاُولى تسير على نفس الخطوط عموماً. وفي الحقيقة فإنّ نظرة سريعة تظهر أنّ مؤلفي إنجيلي متّىٰ ولوقا استعارا كثيراً جدّاً من مرقص عندما كتاب إنجيليهما. وهذا هو السبب الذي جعل هذه الثلاثة تبدو وكأنها تسرد نفس الحكاية ، وبهذه الصفة أطلق عليها اسم « الأناجيل المتشابهة ».
أمّا إنجيل يوحنّا فإنه مختلف تماماً عن
الثلاثة الاُخرى ، وهو لايزال يثير جدالاً لأنّ مؤلّفه كان ببساطة مُهتمّـا بقيمة عيسىٰ للديانة المسيحية أكثر
من