في التفاصيل التشريعية ، والظروف المحيطة بالتشريعات ، المتشابهة أو المختلفة ، في كل ديانة.
وعلى هذا الصعيد فإن أوجه المقارنة بين الديانات الكبرى الثلاث متوافرة بوضوح ، الامر الذي يقود البحث إلى ما هو جوهري في ردّ أو تأييد دعوى الانتساب التام إلى الوحي ، من بحث في تواريخ تدوين هذه الكتب ، وملابساتها ، والبحث في مضامينها التي تؤيد أو تنفي إمكان نسبتها إلى الوحي ، كالبحث في مطابقة هذه المضامين للمبادىء الاساسية في الأديان والتي على رأسها « التوحيد » ، أو مطابقتها للوقائع الثابتة تاريخياً ، أو مطابقتها للمعطيات العلمية الاكيدة ، فهذه المعايير الثلاثة هي موازين حقيقية ، تؤدي إلى نتائج حاسمة في معرفة إمكان أو عدم إمكان نسبة المعلومات المتعلقة بها إلى الوحي ، بل هي موازين حاسمة في تحقيق ثمرة أكثر أهمية ، وهي القطع بصدور هذه المعلومات عن الوحي وحده وعدم إمكان صدوره من غيره.
فما خالف أصل التوحيد أو خالف الصفات الخاصة بالذات الالهية ، لا يمكن صدوره عن الله تعالى ، الإله الواحد ، الخالق ، الذي وصف نفسه ـ جل جلاله ـ بتلك الصفات.
وما جاء مناقضاً لأوليات الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها
نبيّ مختار من الله تعالى لهداية البشر وتزكيتهم ، هو الآخر لا يمكن نسبته إلى الوحي ، ولا يمكن أن يكون من بلاغات الانبياء لأقوامهم. وكذلك فإن المعلومات التي لاتنسجهم مع الثوابت التاريخية لا يمكن أن تكون صادقة في انتسابها إلى الوحي الصادر عن إله