فالاميّون (غير اليهود) كانوا وثنيين درجوا على عبادة آلهة وراءها أساطير وخرافات عجيبة. فعدد من آلهة الوثنيين في ذلك الوقت (مثراس ، وأدونيس ، واكتيس ، وأوزيريس مثلاً) كانوا جميعا من سلالة إله مسيطر حاكم ، وكل منهم مات ميتة عنيفة في عمر قصير ورجعوا إلى الحياة بعد مدة قصيرة حتى يخلّصوا شعوبهم. هكذا يعتقدون ، وبهذا شحنت أساطيرهم.
لقد أخذ بولص ذلك بنظر الاعتبار معطياً الوثنيين شيئاً مشابهاً في المسيحية : لقد أعطى الالوهية إلى عيسىٰ قائلاً بأنه كان ابن الله (المسيطر) وأنه هو أيضا مات من أجل خطاياهم.
وبعمله هذا فإن بولص « وفّق » بين تعاليم المسيح وبين الاعتقادات الوثنية حتى يجعل المسيحية أكثر قبولاً عند الوثنيين.
إن بولص لم يذكر ، بالطبع ، الأصول الوثنية لهذه العقيدة ، إنما يستطيع الوقوف على هذه الحقيقة فقط الشخص الذي يُجري بحثاً حقيقياً في ذلك الوقت من التاريخ حول الناس وثقافاتهم (١).
إن بولص عبّر عن هذه العقيدة بطرق أخرى ، وعلى وجه الخصوص فإنّه كان يعتقد أن هناك خمسة أسباب تبرّر اعتبار عيسىٰ إلها ، وهي :
وحول هذه فاننا نستطيع أن نذكر قضية آدم ، وهو الانسان الأول. لقد ولد آدم دون واسطة أم أو أب ، ورغم ذلك فإنّه لا يعتبر إلهاً.
_______________________
(١) نظرة عن قرب في المسيحية : ٢٣.