وجواباً على ذلك فإننا نستطيع أن نذكر موسى والنبي اليشع ، فالاثنان أظهرا معجزات مذهلة ، ولكن لا يعتبر أي منهما إلهاً.
وحقيقة أن عيسىٰ أظهر بعض المعجزات ليست في الواقع دليلاً على الالوهية ، كما أشار هو إلى ذلك مراراً عندما حصلت هذه الظواهر ، وقال إن القدرة على إظهار هذه الأعمال الخارقة قد جاءت من الله وليس منه. إن معجزاته جاءت لنفس الغرض الذي جاءت لتؤكده معجزات الأنبياء الذين سبقوه : لتعطي المصداقية لرسالته التي جاء بها إلى اناس معاندين.
لكن هذه الصفة لاترفعه من حقيقته الانسانية البشرية إلى الالوهية ، ولقد كان الأنبياء السابقون ولاسيما كبار الأنبياء الذين حققوا نجاحاً في زمانهم هم ذوو شخصيات لانظير لها ، كإبراهيم ، وموسى عليهماالسلام (١).
نعم إن « الانتصار على الموت » عمل كبير ، ولكن ماذا عن النبي إيليّا الذي لم يمت أبداً بل رفع إلى السماء في عربة من النور والنار ؟ (سفر الملوك ٢ : ١١) هذا أمر فذّ ومذهل تماماً ، ورغم ذلك فإن إيليّا لايعتبر إلها (٢)
إن عبارة « ابن الله » لم تكن شيئاً جديداً يطرق الأسماع لاول مرّة ، فقد استخدمت في العهد القديم لتشير إلى داود (سفر المزامير ٢ : ٧) وابنه سليمان
_______________________
(١) نظرة عن قرب في المسيحية : ٢٤.
(٢) المصدر نفسه : ٢٥.