(سفر التواريخ ٢٢ : ١٠) والاشارة إلى آدم (انجيل لوقا ٣ : ٣٨) في العهد الجديد. وفي خطبته الشهيرة « موعظة على الجبل » كما جاء تفصيلها في انجيل متّىٰ الجز الخامس ، فإن عيسىٰ يخبر مُستمعيه : « تبارك الذين يصنعون السلام لأنهم سيسمّون أبناء الله ».
وفي كل هذه الأحوال ، فإن تعبير « ابن الله » لم يكن يُقصد به التفسير الحرفي ، ولكن ليبرز الحب والرحمة من الله تجاه المتقين والصالحين. فـ « ابن الله » تعني زُلفى خاصة من الله ، ولايقصد بها علاقة عضوية مع الله (١).
ومع ذلك يُسارع المسيحيون إلى اعتماد التلميحات العديدة التي يصف فيها عيسىٰ نفسه بأنه « ابن الله » في انجيل يوحنّا ، وفق تفسيرهم هذا طبعاً ، ومن جهة أخرى فإنّهم يميلون إلى اهمال التصريحات العديدة الاخرى في نفس الانجيل عندما يصف عيسىٰ نفسه بأنه « ابن الانسان ».
وهذا يشير بوضوح ، مرة أخرى إلى حقيقة أن عبارة « ابن الله » ماكان يُقصد بها المعنى الحرفي. إن عيسىٰ كانت له زُلفى خاصة عند الله ... أنّه كان طفلاً لله بنفس المعنى الذي نحن فيه جميعاً أطفال الله.
وفي الآية ١٦ : ١٣ من انجيل متّىٰ يسأل عيسىٰ الحواريين من يظنّون انه هو ؟ والمسيحيون يذهبون إلى جواب بطرس الموجود في الآية ١٦ : ١٦ من انجيل متّىٰ التي يجيب بطرس فيها : « إنّك أنت المسيح ابن الله الحي ».
ومن المدهش أنه في ذكر نفس الواقعة تقول الآية ٨ : ٢٩ من انجيل
_______________________
(١) نظرة عن قرب في المسيحية : ٢٥ ـ ٢٦ ، وقد جاء في الحديث الشريف : كل الخلق عيالُ الله وخيرهم عند الله خيرهم لعياله (المترجم).