كانت باقية حيّة وقائمة في زمن بولص : فالنمرود الذي كان شاباً وسيماً ـ وقد تزوج من أمه ـ كان يُنظر إليه كإلهٍ من قبل قومه ، وقد اعتقدوا بأنّ بَعَل ، إلٰه الشمس ، كان والده. وعندما مات النمرود في عمر ميكِّر فإنّ أمه أصبحت هي رئيسة الطائفة. وهي التي جاءت بفكرة أنّ ابنها استمر في الحياة كروح.
وهكذا فإن « التثليث » كان قد ابتدع : بَعَل (الاب الإلهي) وأم النمرود ، والنمرودُ « الابن الإلهي ».
ومن المحتمل انه من هذه الاساطير كان بولص قد جاء بفكرته التثليثية عن كائنات إلهية تختص بالمسيحية (١).
يعتبر ترتوليان ، وهو قسٌّ ومحامٍ في كنيسة قرطاجة ، هو أول من استخدم كلمة ثالوث أثناء القرن الثالث عندما وضع النظرية القائلة بأن الابن والروح يشاركان في كيان الله ، ولكنهم جميعاً من كائن واحد من نفس تكوين الأب.
وقد استمر الجدال طويلاً حول هذه المسألة بين قادة الكنيسة الكبار : فبعضهم أيد ترتوليان بأن الثالوث يتألف من ثلاثة أشخاص متميزين أو ثلاثة جواهر ، بينما ادعى الآخرون أنّ الثالوث ماهو إلّا ثالوث رؤيا (أو وحي) وأن عيسىٰ كان رجلاً ملهماً بروح الأب التي كانت حالّة فيه.
ووجد الامبراطور قسطنطين نفسه معنيّاً بالنزاع في عام ٣١٨ بعد الميلاد عندما أخذ النزاع حول الثالوث يتفاقم بين رجلين من كنيسة الاسكندرية : أريوس الشماس وإسكندر المطران.
_______________________
(١) المصدر نفسه : ٣٤.