عالم ، محيط ، يدعو عباده إلى طاعته والاذعان لقدرته.
ومن ناحية أخرى فإن أنواعاً خاصة من العلوم والمعارف التي لم يتيسر لأهل زمان الوحي والنبوة المعرفة بها بشكل من الأشكال ، فإن ورودها بوضوح في نصوص هذا الكتاب أو ذاك سيدعو إلى الجزم بأنها معارف إلهية موحاة ، إذا لا يستطيع نبي أو حكيم أو عبقري أن يأتي بها على هذه القدر من الوضوح في حدود الامكانات البشرية المتاحة. فهي بلا ريب من الشواهد الأكيدة على صدق دعوى النبوة وصدق انتساب نصوصها إلى الوحي.
ولعل أهم المصادر الأساسية التي تعود إليها مثل هذه الفروقات في الكتب الثلاث هو تاريخ تدوين هذه الكتب ، وطبيعة التدوين. فإذا كان من اليسير جداً إثبات تدوين القرآن الكريم في حياة النبي محمد صلىاللهعليهوآله وبإشرافه المستمر ، وتوفر الشروط الكافية لحفظ نصوصه ومفرداته ، فإن لهذا البحث مع التوراة والإنجيل مساراً آخر ، تثبت فيه الدراسات المختصة ملابسات كثيرة ، كفيلة بتفسير أوجه الاختلاف والاضطراب في بعض المعلومات الواردة فيها ، والتي لاتستقيم مع بعض المعايير الاساسية التي ينبغي أن تصدق كل ما يتضمنه كتاب ينتسب إلى الوحي ، من معارف ومقولات وأحكام.
وفي هذه الدراسة المقتضبة ، والمستفادة في معضمها من دراسات متخصصة أشار إليها الباحث ، ستكون هذه المعايير الأساسية هي محور البحث في خلاصة المعالم الأساسية للديانات التي تضمنتها الكتب الثلاثة ؛ التوراة ، والإنجيل ، والقرآن.
مع الالفات إلى أن هذا البحث يأتي في دائرة الدفاع عن
الاسلام والقرآن وخاتم