أكثر حول هذه المسألة أصبح أقل قدرة على التعبير بوضوح عن أفكاره بخصوصها (١).
ان معتقد « الغفران » ينصّ ببساطة على أنّ عيسىٰ قاسىٰ ومات على الصليب من أجل أن يخلّص الانسان من نير الخطيئة.
وهي عقيدة تعتمد عليها العقائد المسيحية الأخرى تماماً في جوهرها ، كاُلوهية المسيح ، والثالوث ، والخلاص عن طريق الايمان.
وفي نظر بولص ، فإن البشر هم جنس من الخطاة ، وهذا « امتياز » مشكوك فيه ورثه الكل من آدم وخطيئته عندما أكل من الشجرة المحرّمة في جنة عدن. وهذه « الخطيئة الاصلية » صبغت كل الجنس البشري منذ آدم. وبسبب صبغة الخطيئة هذه فإن الانسان لا يستطيع أن يقوم هو بمهمة خلاصه ، ولكن عيسىٰ يستطيع أن يقوم بهذه المهمة لأنّه لم يخلق من نطفة رجل. ورغم ما في ذلك من ظلم منطقي لكل من الله والبشر ، فإن المسيحية تبنّتْ بحماس هذه العقيدة في الخطيئة الاصلية حتى تبرّر أفكارها عن رسالة المسيح بادّعائها أنّ رسالته هي التكفير عن أخطاء البشر.
وفي وضعه لهذه العقيدة عن الخطيئة الاصلية فإن بولص يبدو وكأنه ضرب صفحاً عن كلمات الله لحزقيا في الجزء ١٨ : ٢٠ ـ ٢٢ : « إنّ الابن لايحمل وزر الأب ، وأيضاً لايحمل الأب وزر الابن » (٢).
_______________________
(١) نظرة عن قرب في المسيحية : ٣٨.
(٢) نظرة عن قرب في المسيحية : ٤٠ ـ ٤١.