عدة سنين مضت ، وقد استنتج أنه ليس هناك تكفير في الاعتراف والتوبة ، إذ من الذي سيدفع ثمن ذنوبنا (١).
وإحدى الموضوعات التي أرساها بولص وتبرز مرة بعد مرة في المسيحية وخاصة فيما يتعلق بعيسى ، هي موضوع حب الله.
وحسب ما يقول المسيحيون ، فإن حب الله هو وراء صلب وموت عيسىٰ ... وعلامة حب الله هي الصليب كما يقولون. وحسب طريقة تفكيرهم فإن الله هكذا أحبّنا بحيث أرسل عيسىٰ وجعله يُعاني ويموت حتى يُخلّص الجنس البشري من خطاياه (٢).
لقد ابتدأ بولص بالشيء الذي كان الاميون يُبدون أكبر رفض له : « الختان ». وحسب ما يقول بولص فإنّ إبراهيم كان صالحاً قبل أن يختن ، فلماذا الاهتمام بعد هذا بالختان ؟
والذي أهمله بولص ، على كل حال ، كان حقيقة أن الله كان قد عقد ميثاقاً قبل مئات السنين مع إبراهيم مختوماً بأوامر الله بالختان من جانب إبراهيم وكل ذريته من الذكور بعد ذلك. ففي سفر التكوين ١٧ : ١٤ فإن الله كان واضحاً حول هذه المسألة :
« إن الطفل البشري غير المختون والذي تكون قلفته غير مطهرة ، فإن هذه النفس سوف تقطع من شعبه لأنه نقض ميثاقي ».
_______________________
(١) نظرة عن قرب في المسيحية : ٤١ ـ ٤٢.
(٢) نفس المصدر : ٤٣.