بعد المسيح ، ويسميه إنجيل يوحنا الفارقليط Paraclete وقد كتب يوحنا باليونانية ، وقد ترجمت هذه المفردة بالمخلّص والمعزّي ، كما تعني أيضاً « مَن له الحمد الكثير » أي الأحمد والمحمّد. أما نصوص يوحنا حول الفارقليط ، فهي :
قال يسوع : « إذا كنتم تحبونني فستعملون على اتباع أوامري ، وسأصلّي للأب الذي سيعطيني فارقليط آخر » (١ ، ١٥ ، ١٦)
و « رحيلي فائدة لكم ، لأنني إذا لم أرحل فالفارقليط لن يأتي إليكم » (١٦)
و « عندما سيأتي روح الحقيقة فسيجعلكم ترقون إلى الحقيقة بكاملها ولأنه لن يتكلم بإرادته ، وإنما سيقول ما يسمع ، وسيعرّفكم بكل ما يأتي ، وسيمجّدني » (١٦)
هذه الوصايا كلها ، بل الحديث الذي تضمنها كله ، ليس له أثر في الأناجيل الثلاثة السابقة (١).
أما إنجيل برنابا فعلى العكس من ذلك ، جاءت فيه الصورة أكثر وضوحاً عندما تحدث عن هذا الفارقليط باسمه الحقيقي ، لابوصفه ، وقد اختص الفصل (١٦٣) منه لهذا الموضوع ، والذي ابتدأ بحديث المسيح لتلاميذه بعد صلاة الظهيرة ، وقد جلس بجانب نخلة ، وجلس تلاميذه تحت ظل النخلة ، فابتدأ يحدثهم عن الانسان المصطفى « الذي تتطلع إليه الأمم ، الذي تتجلى له أسرار الله تجلياً » « فطوبى للذين سيصغون السمع إلى كلامه حتى جاء إلى العالم ».
_______________________
(١) موريس بوكاي : ١٣٢ ـ ١٣٦.