وكثر الحفاظ ، حفاظ السور المتعددة ، وحفاظ القرآن كله ، كاملاً ، وامتاز من بين هؤلاء عدد من الصحابة جمعوا القرآن كتابة اضافة إلى الحفظ ، ومن مجموع الأخبار التي تحدثت عن هؤلاء يصل مجموعهم إلى تسعة عشر ، ثمانية عشر رجلاً ، وامرأة واحدة هي ورقة بنت عبدالله بن الحارث (١).
الادلة كثيرة ومتواترة على أن القرآن الكريم كان يكتب في عهد الرسول صلىاللهعليهوآله ومنذ وقت مبكر ، وغالباً ما كان يكتب بين يديه ، أو يعرض عليه ، نختار طائفة من هذه الأدلة :
١ ـ قال زيد بن ثابت ، أحد كبار الحفاظ والكتاب : «كنا عند رسول الله صلىاللهعليهوآله نؤلف القرآن من الرقاع » (٢). أي نجمعه في كتاب واحد من مجموع الرقاع التي كتبت عليها سور القرآن وآياته وقت النزول ، وهي متواترة عند مئات الأصحاب. وهو كلام واضح في الكشف عن مرحلتين للتدوين ؛ مرحلة أولى مبكرة ومباشرة ، تدون فيها الآيات والسور المنزلة على الرقاع ، ثمّ مرحلة ثانية يتم فيها جمع آيات السور وترتيبها بإشراف الرسول صلىاللهعليهوآله في كتاب واحد.
٢ ـ قال زيد بن ثابت نفسه : كنت أكتب الوحي لرسول الله صلىاللهعليهوآله ... فكنت أدخل عليه بقطعة الكتف أو كسرة ، فاكتب وهو يملي عليّ ، فإذا فرغتُ قال :
_______________________
(١) سلامة القرآن من التحريف / علي موسى الكعبي : ٩٢ ـ ٩٣ ، إصدار مركز الرسالة ، قم ، ط ١ ، ١٤١٧ هـ.
(٢) المستدرك على الصحيحين ٢ : ٢٢٩ و ٦١١.