اختارهم الله لتبليغ رسالاته وهداية البشر ، فسدد خطاهم ، فكانوا على أتم الخُلُق وأكرمها ، أخلصوا قلوبهم لله الذي عرفوه أتم معرفة يبلغها بنو الانسان ، فكانوا النماذج المثلى في كل عهد وفي كل مكان. وهكذا اتسقت الصورة التوحيدية ، مع صورة النبوة وخصائص الأنبياء في القرآن الكريم ، على نحو لايناله قدح ، ولايشبهه شيء مما عرضته التوراة خاصة من قصص في غاية الغرابة والنكارة.
فالتوحيد في القرآن هو التوحيد الخالص النقي الذي يأخذ بمجامع القلوب ... والنبوّة في القرآن هي المهمة التي تحتل موقعها الحقيقي ومنزلتها العظمى دون خدش أو ريب أو اضطراب.
وهكذا جاءت سائر مواضيع العقيدة والأخلاق في القرآن ، في أعلى درجات النظم والتكامل والاتساق والانسجام ، على خلاف ما رأيناه في العهدين ووقفنا على أسبابه ومصادره.
(٢)
القرآن والعلم الحديث
نظرة مقارنة
نعود في هذا المبحث إلى موريس بوكاي الذي استوفاه في مئة وخمسين صفحة (١) ، بالرغم من وفرة الكتابات الاسلامية في هذا الاتجاه (٢) ، ذلك أن
_______________________
(١) موريس بوكاي / المصدر نفسه : ١٥٠ ـ ٢٩٩.
(٢) نظير : تفسير الجواهر ، والاسلام يتحدىٰ ، والعلم والايمان ، والطب والقرآن ، والتكامل في الاسلام ، وغيرها كثير.