كتابة محقق مسيحي ستكون أدعى للقبول. وقد تناول بوكاي مباحث متعددة في هذا الباب أثبت في جميعها موافقة العلوم الحديثة لما عرضه القرآن من قضايا كونية ، وعضوية ، وتاريخية دقيقة ، مقدماً بالقول : « لقد أثارت هذه الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن دهشتي العميقة في البداية ، فلم أكن أعتقد قط بإمكان اكتشاف عدد كبير إلى هذا الحد من الدعاوى الخاصة بموضوعات شديدة التنوع ، ومطابقة تماماً للمعارف الحديثة ، وذلك في نصٍّ كتب منذ أكثر من ثلاثة عشر قرناً ».
ويؤكد موضوعيته بقوله : « في البداية لم يكن لي إيمان بالاسلام ، وقد طرقت هذه النصوص بروح متحررة من كل حكم مسبق وبموضوعية تامة ، وإذا كان هناك تأثير ما قد مورس ، فهو بالتأكيد تأثير التعاليم التي تلقيتها في شبابي حيث لم تكن الغالبية تتحدث عن المسلمين ، وإنما عن المحمّديين لتأكيد الاشارة إلى أن المعني به دين أسسه رجل ! وبالتالي فهو دين عديم القيمة تماماً إزاء الله !! » (١).
ومن هذه المباحث المتعددة التي توقف عندها بوكاي ، نختار نماذج قليلة فقط ، مناسبة لهذا الكتيّب المختصر ، وكما بحثها هو واختار عناوينها ، مع الاختصار الشديد احياناً لما اخترناه أيضاً من مباحث :
يختلف القرآن عن العهد القديم من حيث إنه يقدم رواية كاملة عن
_______________________
(١) موريس بوكاي : ١٥٠ ـ ١٥١.