المُقدَّمةُ
يحتل علم مقارنة الأديان أهمية كبيرة في بعديه التاريخي والعقائدي ، إذ يندرج في اطار العلمين ؛ علم التاريخ ، وعلم الالهيات (العقائد) ، وعلى الصعيدين يحظىٰ بأهميته الخاصة. فإذا كان اندراجه في علوم الالهيات واضحاً ، كون الأديان تتألف أساساً من جملة من العقائد التي تدور حولها المباحث المعروفة بعلم الكلام ، فإن البعد التاريخي فيه سيبقىٰ أساسياً هو الآخر ، لما تحتله المعرفة بتاريخ كل دين من الأديان من أهمية كبيرة في معرفة الدين نفسه ، بدونها لاتتجاوز المعرفة بالدين نفسه حدود المعارف الساذجة التي تحصل بالتلقين والمتابعة والتقليد ، ولاتسمىٰ معارف إلا تجوزاً ، وإن دخلت تحت عنوان ثقافة الشعوب والامم ، والتاريخ وحده هو الذي يمنح هذه الثقافة ، أو التعاليم المتلقاة ، عمقاً وقيمة تستحق بهما أن تدخل في دائرة المعارف.
والأديان السماوية الثلاثة ؛ اليهودية ، والمسيحية ، والاسلام ، بحسب ترتيبها التاريخي ، هي الأديان الكبرى التي تعززت بكتب سماوية شملت كل ما تستوعبه هذه الأديان من عقائد وشرائع وأخلاق ، إضافة إلى هذا فهي الأديان التي يدين بها أكثر من ثلاثة أرباع البشر ، عبر قرون عديدة ، مع ملاحظة القلة النسبية لأتباع الديانة اليهودية قياساً باتباع الديانتين الاخريين ؛ المسيحية والاسلام.
وقد بقيت الكتب السماوية الثلاثة لهذه
الديانات الثلاثة : التوراة ،