السماوات. وينتج من هذا فكرة المصاحبة الزمنية لنمو كل من السماوات والأرض بشكل تتداخل فيهما الظاهرتان. وبناء عليه فلا يجب أن ترى أي دلالة خاصة في إشارة النص القرآني إلى خلق الأرض قبل السماوات أو خلق السماوات قبل الأرض ، فمواضع الكلمات لا تبين وجود ترتيب تحقق الخلق في إطاره ، إلا أن تكون تفصيلات أخرى معطاة.
يقدم القرآن في آيتين خلاصة مركبة ومختصرة للظاهرات التي كونت العمليه الأساسية لتشكل الكون.
( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ) (١).
ويدعو الله إلى التأمل في خلق الأرض ثم يأمر النبي بأن يقول :
( ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ... ) (٢).
ويتبع ذلك الوصايا بالطاعة التي أشير إليها أعلاه.
وسنعود فيما بعد إلى الأصل المائي للحياة ، وسندرس ذلك مع مشاكل بيولوجية أخرى مذكورة في القرآن. أما الآن فيجب الالتفات إلى ما يلي :
(أ) الدعوى بوجود كتلة غازية ذات جزيئات. فكذلك يجب تفسير كلمة « دخان ». إذ يتكون الدخان عموماً من قوام غازي. حيث تعلق به بشكل أكثر أو أقل ثبوتاً جزيئات دقيقة قد تنتمي إلى حالات المواد الصلبة أو حتى
_______________________
(١) سورة الأنبياء : ٢١ / ٣٠.
(٢) سورة فصلت : ٤١ / ١١.