كانه قيل : لا تتخذوهم أولياء ظاهراً وباطناً في حال من الأحوال إلا حال اتقائكم ( منهم ) اي من جهتهم ( تقاة ) اي اتقاءاً ، بأن تغلب الكفار أو يكون المؤمن بينهم ، فان اظهار الموالاة حينئذٍ مع اطمئنان النفس بالعدوة والبغضاء وانتظار زوال المانع من شق العصا واظهار ما في الضمير ، كما قال موسى (ع) : [ كن وسطاً وامش جانباً ] أي كن فيما بينهم صورة وتجنب عنهم سيرة ، [ ولا تخالطهم مخالطة الألداء ولا تتيسر بسيرتهم ].
ويعقب بالحكم ...
[ وهذه رخصة ، فلو صبر حتى قتل كان أجره عظيماً ] (٣).
٣ ـ المراغي
[ ( إلا أن تتقوا منهم تقاة ) أي إنّ تَرْك موالاة المؤمنين للكافرين حتم لازم في كل حال من الاحوال إلا في حال الخوف من شيء تتقونه منهم ، فلكم حينئذ أن تتقوهم بقدر ما يتقى ذلك الشيء ].
ثم يؤكد دلالة الآية على التقية ـ حيث استفاد ذلك العلماء فيقول :
[ وقد استنبط العلماء من هذه الآية جواز التقية ].
وبعد تعريف التقية يعقب رابطاً هذه الآية بآية ـ ١٠٦ ـ النحل
__________________
(٣) تفسير روح البيان ـ له : ج١ ـ ص ٢٠.