٧ ـ محمد رشيد رضا :
[ وينقل عن الخوارج أنهم منعوا التقية في الدين مطلقاً وإن اكره المؤمن وخاف القتل ، لأن الدين لا يُقدَّم عليه شيء ....
ويرد عليهم قوله تعالى : ( مَن كَفَرَ بِاللهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا ...).
فمن نطق بكلمة الكفر مكرهاً وقاية لنفسه من الهلاك لا شارحاً بالكفر صدرا ولا مستحباً للحياة الدنيا على الآخرة لا يكون كافراً ، بل يُعذركما عذر عمار بن ياسر ، وفيه نزلت الآبة ... ] (٢٦) وساق الآية السابقة.
وفي موضع آخر يربط الآيتين بمورد واحد ، فيقول :
[ وقصارى ما تدل عليه آية سورة النحل ما تقدم آنفاُ ] (٢٧). في دلالتها.
٨ ـ عبد الكريم زيدان :
[ وهذه الآية [ السابقة ] نظير قوله تعالى : ( مَن كَفَرَ بِاللهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ ) ، فقد أجازت هذه الآية الكريمة النطق بكلمة الكفر دفعاً للهلاك عن النفس على وجه التقية ].
[ ولكن عند الضرورة يجوز للمسلم النطق بما هو كفر ، كما لو اكره اكراها ملجئاً عليه. والأصل في جواز ذلك قول الله
__________________
(٢٦) تفسير المنار. له : ج ٣ ص ٢٨٠ : وتفسير المراغي ج ١ ص ١٣٦ ، ١٣٧.
(٢٧) نفس المصدر السابق.