من غير اكراه ، فلزمه حكم الكفر. ] (٢٩). وهذا ـ الاخير ـ سيأتي في مبحث « المندوحة ».
ثم نقل ـ مكرراً ـ ما ذكره في آية التقية سابقاً حكاية عن الاصحاب في افضلية الصبر وعدم التلفظ بالكفر.
إكراه أم تقية ..؟!
قد يسبق الى ذهن القارىء ـ المتبصر ـ التساؤل الآتي :
كيف يستدل بالآية على التقية مع أن موردها الإكراه ، اذ عبّر القرآن الكريم ـ بالاكراه ـ فهذه الآية بعيدة كل البعد عن مورد التقية ...؟
ومع ان هذا التساؤل سيتضح بعد قليل ـ وكما هو واضح ـ عند البحث حول القاعد الثانوية ـ عوارض الاهلية والترخيص ـ الا أنه .. ولربط ذهن القارىء بنفس الفكرة الثابتة ـ المستوحاة من هذه الآية ـ نحاول أن نعرض بعض المقتطفات من النصوص ـ السابقة ـ الرابطة للآية بموضع التقية لنكون قد مكنّاها في ذهن القارىء صافية خالصة.
١ ـ [ وقد اقتضت الآية ـ « آية التقية » ـ جواز إظهار الكفر عند التقية ، وهو نظير قوله تعالى. « مَن كَفَرَ بِاللهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ » ] (٣٠).
٢ ـ [ وهذه الآية ـ آية التقية ـ نظير قوله تعالى : « مَن كَفَرَ بِاللهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ » ، فقد اجازت هذه الآية الكريمة النطق بكلمة الكفر عند
__________________
(٢٩) احكام القرآن ـ له : ج ٥ ص ١٣.
(٣٠) المصدر السابق : ج ٢ ص ٢٩٠.