ـ ٨ ـ
متى شرعت التقية
لما كانت التقية لدفع الضرر المتوجه للانسان في الحالات الخاصة ـ الاستثنائية ـ ... التي يتعرض لها الإنسان المسلم ... كان لابد من تشريع يخفظهم في بدء الاسلام ، ذلك لان المسلمين كانوا يعيشون في اوساط الاعداء ... وكان لابد من زرع البذرة ورعايتها ... ليقوى عودها ... في بدء بزوعها ... وهذا لا بتحقق الا بالحفاظ ...
فكان لابد من وجود طريقة يصدرها المشرع للحفاظ على الافراد القليلة التي تعتنق الاسلام.
والطريق الوحيد ـ الذي يمكن معه الحفاظ على المسلمين القلائل في بلاد الشرك ـ هي طريقة التقية ، حيث انهم يمكنهم معايشة الكفار دون أن يعلموا بانهم اعتنقوا الاسلام ... فينشؤون محافظين على كيانهم حتى تقوى شوكتهم.
فلذلك ... قد شرعت التقية في بدء الإسلام ، وسايرة الظروف القاسية التي عاشها المسلمون.
وبهذا .. حاول الإسلام الحفاظ على وجود افراده حتى قويت شوكته بهم.
وهذه الصورة التشريعية ابتدأت مع الصحابي العظيم عمار بن ياسر مع أصحابه من المسلمين في مكة ... كما حدثتنا الآية النازلة في قصته.