بأنّ الله تعالى لا يخلي أرضه من حجّة له على عباده إما ظاهراً مستوراً أو خائفاً مقهوراً.
جدير بالذكر أنه روى حمران بن أعين ، عن الإمام الباقر عليهالسلام في قوله تعالى : ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) (١) فقال عليهالسلام : « هم الأئمّة » (٢).
وفي الصحيح عن عبد الله بن سنان الثقة ، عن الإمام الصادق عليهالسلام ، مثله سواء (٣).
كما روى هذا المعنىٰ إسحاق بن غالب ، عن الإمام الصادق عليهالسلام أيضاً (٤).
قوله تعالى : ( إِنَّ اللهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ) (٥).
يستطيع المتتبّع لألفاظ الآية المباركة وخصوصاً عند الوقوف على مفردة ( اصطفى ) أن يستنتج من خلالها عصمة الأنبياء ونفي كلّ لون من ألوان العتب واللوم عنهم الأمر المؤيد بسائر المعاجم اللغوية في بيانها معنى الاصطفاء ، وهو ما ذهب إليه الشيخ الطوسي رحمهالله (٦).
___________
(١) سورة الأعراف : ٧ / ١٨١.
(٢) بصائر الدرجات : ٥٦ / ٨ باب (١٧).
(٣) أصول الكافي ١ : ٤١٤ / ١٣ باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية من كتاب الحجّة.
(٤) أصول الكافي ١ : ٢٠٣ / ٢ باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته عليهالسلام من كتاب الحجّة.
(٥) سورة آل عمران : ٣ / ٣٣.
(٦) التبيان / الشيخ الطوسي٢ : ٤٤١.