وقال العلّامة الطبرسي : ( الاصطفاء والاجتباء والاختيار نظائر ، وهو افتعال من الصفوة وهذا من أحسن البيان الذي يمثّل به المعلوم المرئي ، وذلك أن الصافي هو النقي من شوائب الأدناس ) (١).
ثمّ ينتقل إلى تحديد المعنى المراد من الآية انطلاقاً من هذه الدلالة اللغوية فيقول : ( ويجب أن يكون الذين اصطفاهم الله تعالى مطهّرين معصومين منزّهين عن القبائح لأنّه تعالى لا يختار ولا يصطفي إلّا من كان كذلك ويكون ظاهره مثل باطنه في الطهارة والعصمة ، فعلى هذا يختصّ الاصطفاء بمن كان معصوماً من آل إبراهيم وآل عمران سواء كان نبيّاً أو إماماً ) (٢).
وما يقارب هذا المعنى من دلالة الآية على العصمة المطلقة لهم عليهمالسلام ما ذكره الشيخ الطبرسي في جوامع الجامع (٣).
ويرى بعد ذلك أنّ دلالة الآية على الاصطفاء ذات وجهين فيقول : ( إحداها : إنّه اصطفاه لنفسه ، أي : جعله خالصاً له يختصّ به.
الثاني : إنّه اصطفاه على غيره ، أي : اختصّه بالتفضيل على غيره ) (٤).
وأشار السيد عبد الله شبر رحمهالله إلى عصمتهم عليهمالسلام من خلال الاصطفاء في الآية المباركة حيث يرى أنّ الله تعالى اصطفاهم ( بالنبوة والإمامة
___________
(١) مجمع البيان / العلّامة الطبرسي ٢ : ٤٥٤.
(٢) مجمع البيان ٢ : ٥٥٥.
(٣) جوامع الجامع / العلّامة الطبرسي ١ : ١٦٩.
(٤) مجمع البيان ٢ : ٥٥٥.