لنفسه ، توجب أن لا تحصل النبوّة لأحد من الفاسقين » (١).
واستدلّ كذلك على عصمة الأنبياء بهذه الآية باعتبار العهد سواء كان عهد النبوة أو الإمامة فهو يراه عهد النبوة أظهر في المقصود من العهد لأنّ عنده عهد الإمامة أقلّ درجة من عهد النبوّة (٢).
وهذا بخلاف ما تراه الإمامية من أنّ الإمامة امتداد طبيعي للنبوّة ولا يوجد هناك تعارض بينهما من جهة الهداية أو غيرها إلّا في مسألة الوحي وما يترتّب عليه.
ويبدو أن قوله « عهد الإمامة أقلّ درجة من عهد النبوّة » فيه نوع تحفّظ وإن كان أصل الاستدلال صحيحاً ، بناء على أنّ المراد بالظالمين ما يشمل الظالم لنفسه ، وإلّا لما احتاج مرتكب الصغيرة إلى التوبة لتغفر له ، ولما تحوّلت إلى كبيرة بعد التوبة عنها والإصرار على العودة إليها ، وقد فسّرت بعض الروايات الظلم هنا بعبادة الأصنام (٣) فيكون بعد الإمامة عمن تقدّم على المولى علي عليهالسلام كبعد المشرقين ، لأنّهم ظلموا أنفسهم وبقوا زمناً قبل إسلامهم على أصنامهم عاكفين ولا تنافي بين هذا التفسير وعموم اللفظ بناء على أنّ ذلك التفسير من باب التطبيق لا الحصر.
قال تعالى : ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) (٤).
___________
(١) مفاتيح الغيب / الفخر الرازي ٤ : ٤٠.
(٢) عصمة الأنبياء : ١٤.
(٣) أصول الكافي / ثقة الإسلام الكليني ١ : ١٧٤ ـ ١٧٥ / ١ باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمّة عليهمالسلام من كتاب الحجّة.
(٤) سورة النساء : ٤ / ٥٩.