من جهة رعاية الله للنبي وألطافه به حيث قال : « ثم بين سبحانه لطفه برسوله وفضله عليه إذ صرف كيدهم عنه وعصمه من الميل إليهم » (١).
أمّا المجلسي رحمهالله فيرى أن الفضل هو النبوّة وأن الرحمة هي العصمة فقال : ( أي لولا أن الله خصّك بالفضل وهو النبوّة وبالرحمة وهي العصمة ) (٢) ثمّ أنّه يثبت العصمة من خلال تفسيره لقوله تعالى : ( وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ) (٣) قال : ( فيه وجهان ، أحدهما : ما يضرونك من شيء في المستقبل ، فوعده الله تعالى في هذه الآية إدامة العصمة لما يريدون من إيقاعه بالباطل ) (٤).
ويرى السيد الطباطبائي رحمهالله أن ( ظاهر الآية الذي تحقّقت به العصمة نوع من العلم يمنع صاحبه عن التلبّس بالمعصية والخطأ ) (٥) ، ثمّ يقول ـ إشارة على موهبة العلم الذي عبّر عنه بالعصمة ـ : ( إنّ هذه الموهبة الإلهيّة التي نسمّيها قوّة العصمة نوع من القوى الشعورية البتّة ، بل هي الغالبة القاهرة عليها المستخدمة إيّاها ، ولذلك كانت تصون صاحبها من الضلال والخطيئة مطلقاً ) (٦).
قوله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ ) (٧).
هذه من الآيات المباركات التي استدلّ بها علماء التفسير وعلماء الكلام على عصمة الأنبياء عليهمالسلام ونزاهتهم.
___________
(١) مجمع البيان ٣ : ١٣٧.
(٢) بحار الأنوار / العلّامة المجلسي ١٧ : ٣٩.
(٣) سورة النساء : ٤ / ١١٣.
(٤) بحار الأنوار ١٧ : ٣٩.
(٥) الميزان ٥ : ٧٨.
(٦) الميزان ٥ : ٨٠.
(٧) سورة النساء : ٤ / ٦٤.