الحديث الرابع : وفي عيون أخبار الرضا عليهالسلام في حديث طويل يثبت عصمة الأنبياء صراحة من خلال جواب الإمام عليهالسلام حينما سأله المأمون العباسي قائلاً : « .. لله درّك يا أبا الحسن ، فأخبرني عن قول الله عزّوجلّ : ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ) (١).
قال الرضا عليهالسلام : لقد همّت به ولولا أن رأى برهان ربّه ، لهمّ بها كما همّت ، لكنّه كان معصوماً ، والمعصوم لا يهمّ بذنب ولا يأتيه ، ولقد حدّثني أبي ، عن أبيه الصادق عليهالسلام أنّه قال : همّت بأن تفعل ، وهمّ بأن لا يفعل » (٢).
الحديث الخامس : حديث عبد الله بن طلحة ، قال قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : « أخبرني يا ابن رسول الله عن العلم الذي تحدّثونا به ، أمن صحف عندكم ؟ أم من رواية يردّ بها بعضكم عن بعض ؟ أو كيف حال العلم عندكم. قال : « يا عبد الله الأمر أعظم من ذلك وأجلّ ، أما تقرأ كتاب الله ؟! ». قلت : بلى. قال : أما تقرأ : ( وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ ) (٣) أفاترون أنّه كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان ؟ قال : هكذا نقرأ. قال : نعم قد كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان ، حتّى بعث الله تلك الروح فعلمه بها العلم والفهم ، كذلك تجري تلك الروح إذ بعثها الله على عبدٍ علمه بها العلم والفهم » (٤).
___________
(١) سورة يوسف : ١٢ / ٢٤.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٧٩ / ١ باب (١٥) ، والتوحيد : ٧٤ / ٢٨ باب (٢) ، و : ١٢١ / ٢٤ باب (٨) ، و : ١٣٢ / ١٤ (٩) ، والاحتجاج / الطبرسي ٢ : ٢٢١.
(٣) سورة الشورى : ٤٢ / ٥٢.
(٤) بصائر الدرجات / الصفّار : ٤٥٨.